کد مطلب:41440 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:16

گنجینه پرسمان » تاريخ و سيره

كيف نقول أن آدم معصوم من الخطأ بالرغم من أنه أكل من التفاحة وقد جاء في الآية « وعصي آدم ربه » .

جواب سماحة الشيخ هادي العسكري :
ذكرنا في جواب سابق براءة ادم من الذنب وعصمته والوجه في مخالفته واكرر هنا واقول العصيان هو المخالفة وترك النصيحة ولا اختصاص باستعماله بارتكاب الذنب والخطيئة وعندما صدر منه الأكل من الشجره لم يكن هناك عالم تكليف وكلفة كان دار غير هذه الدنيا الدنية كان قبل هبوطه إلي الأرض وقبل جعله خليفة فلا امر ولا نهي ولا وجوب ولا حرمة وليس الغرض من منعه من تلك الأكلة إلا التنبيه علي اثرها الوضعية ونتيجتها الطبيعية وهي الخروج من الجنة التي فيه ترك لذيذ العيش والصفاء ومجانبة الراحة والهناء وبالخروج معانقه الكدر والعناء ومصاحبة التعب والشقاء .
وليس الهدف من النهي هناك إلا اعلام جاهل وتنبيه غافل وكارشاد طبيب لعلاج مريض أو اشارة منه لسالم وصحيح لشربة أو أكلة واثارها السيئة التي تذهب بالصحة وتوجب الالم والشدة وتديم العلة فاذا هنا وقعت المخالفة وترك النصيحه لم يكن ذنب منه ولا عقاب له سوي ما خسر من السلامة والصحة وما يقع فيه من البلاء والمشقة ويدل علي ما ذكرنا آيات من سورة طه بصراحة
والغواية هي الإنقياد للهوي ومتابعة الميل والرغبة فيما فيه السقوط والردي وهو الذي حصل لآدم بالفعل من الجوع والضماء والتعب والعراء والخروج من الجنة المأوي ولم يكن له تبعة غير هذا
والله الهادي وهو العاصم من البلاء والحمد لله